تتساقط الأساطير القديمة أمام وحشية الواقع الراهن، خاصة الأساطير التي دعّمت صورة إسرائيل على مدار عقود. تلك الدولة التي صُوّرت كـ"ديفيد" الصغير في مواجهة محيط معادٍ، باتت تُعرّف اليوم من خلال غرورها وساديتها وميلها إلى الإبادة الجماعية، بحسب المقال.

يركّز الكاتب على تفكيك الأساطير المؤسسة للدعاية الإسرائيلية، بدءًا بالجيش الذي يُروّج له باعتباره "الأكثر أخلاقية في العالم"، بينما توثق الفيديوهات والمصادر المستقلة ارتكابه جرائم ضد المدنيين، واستهدافه المتعمّد للأطفال، والحوامل، وتعمّده قصف المستشفيات والمدارس. الكاتب يشير إلى حالات نهب منظم وممنهج، وأوامر عسكرية تسمح بذلك، بل وتُكافئ عليه.

يشير المقال إلى عقيدة "إمحاء الذاكرة"، التي يُغذّيها قادة عسكريون ورجال دين عبر خطاب صريح يدعو إلى قتل المدنيين الفلسطينيين دون تمييز، مترافقة مع تصريحات رسمية تدعو إلى حصار شامل وتجويع جماعي، مثل خطاب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت.

ينتقد الكاتب عقيدة الحرب الإسرائيلية نفسها، موضحًا كيف تتحوّل "الهدنة" إلى وقت لإعادة التموضع والاستعداد لجولات قصف جديدة، ويصف ما تسميه إسرائيل "دفاعًا عن النفس" بأنه في الحقيقة مجرد تكرار لمجازر جماعية ضد سكان عزّل.

في فقرة أخرى، يبيّن كيف تخلق الدعاية الإسرائيلية صورة زائفة لـ"المستوطنين" كرواد حضارة، بينما الواقع يُظهرهم كمجموعة من المغتصبين والمستولين على البيوت والأراضي الفلسطينية، بدعم من الجيش وبحماية رسمية. يقترح المقال استبدال وصفهم بـ"غزاة" أو "محتلين" أو حتى "مجرمين".

ويشير إلى أن مصطلح "إسرائيل الحقيقية" أو "الداخل الإسرائيلي" فقد معناه، مع توسيع حدود السيطرة الإسرائيلية لتشمل أراضٍ جديدة من لبنان وسوريا والضفة الغربية وغزة، دون أي نية للعودة أو الاعتراف بتلك الأراضي كـ"محتلة".

أما شعارات مثل "لن يتكرر ذلك أبدًا" التي ارتبطت بالهولوكوست، فيراها الكاتب شعارات انتقائية تُستخدم فقط حين تكون الضحية يهودية، بينما تُغضّ المؤسسات الدولية الطرف عن الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون في غزة اليوم.

يذكر المقال أن الدعوات إلى إبادة الفلسطينيين لم تعد حكرًا على العسكريين، بل ظهرت على ألسنة مؤثرين إسرائيليين، وسياسيين، بل وزوجات جنود، في مشاهد علنية. وفي المقابل، يتعرض المناصرون للقضية الفلسطينية للقمع والتخويف في الغرب، بحجة "حماية مشاعر اليهود"، حتى لو كان ما يُدافع عنه هو وقف القتل الجماعي.

يرى الكاتب أن الغرب يمارس ازدواجية مقيتة في معاييره، فيتشدق بقيم الديمقراطية وحرية التعبير، بينما يُسلّح إسرائيل ويمنحها الحصانة من أي محاسبة. كما يعرض النفاق في سياسات الهجرة: أوروبا تطلب من دول الجوار امتصاص اللاجئين الذين تُنتجهم الحروب الإسرائيلية، دون أن تُحمّل إسرائيل أي مسؤولية.

في ختام المقال، يشير إلى الحاجة الملحّة لتغيير مفردات الخطاب: فمصطلحات مثل "الاحتلال" و"الفصل العنصري" لم تعد كافية، لأنها تفترض بقاء الفلسطينيين. أما ما يحدث الآن فهو محو جماعي متعمد. ويقترح استخدام تعبيرات مثل "الإبادة"، "الطرد"، و"الاستعمار الإحلالي" لوصف المشهد الحالي بدقة.

يدعو الكاتب كل من يتبنّى القيم الغربية الحقيقية إلى اتخاذ موقف أخلاقي واضح، لا يساوي بين القاتل والضحية، ولا يتغافل عن المجازر بحجة التحالف أو التاريخ، بل يضع العدالة والحق الإنساني فوق كل اعتبار سياسي أو أيديولوجي.

https://www.middleeastmonitor.com/20250725-debunking-israeli-propaganda-in-times-of-genocide/